مَشروعٌ كبير للرّقي بالبحث العلمي والمستوى التعليمي داخل الجامعات المغربيّة، والرقيّ بالمستوى المعرفيّ للطلبة، وتشجيع المعوزين منهم على مواصلة دراستهم العليا، يشتغل عليه وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي؛ يتعلّق الأمر بمشروع يهدف إلى تزويد كلّ الجامعات المغربية بـ"الويفي"، وتوسيع دائرة المستفيدين من المِنح الجامعية، ومساعدتهم للحصول على حواسيب أو لوائح إلكترونية "Tablettes".
وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، قال في حديث مع هسبريس، إنّ الهدف من المشروع الذي تشتغل عليه الوزارة، يصْبو إلى أنْ تكون ظروف الطالب المغربي، على المستوى التكنولوجي، مُسايرةً لما هو موجود في بلدان العالم المتقدمة، وأضاف الداودي "من البديهي أن يتوفّر "الويفي" داخل الجامعات، ومن البديهي أن يكون للطالب على الأقلّ حاسوب أو لوحة إلكترونية، ولكنّ شريحة كبيرة من الطلبة، للأسف، لا تملك إمكانياتٍ لشراء هذه الأدوات".
ولإيجادِ حلّ لهذا العائق، قال الداودي إنّ الوزارة تُباشرُ مهمّة التعرف على أثمنة اللوحات الإلكترونية، في عدد من الأسواق العالمية، حتى يتسنّى لها الاستفادة من أفضل العروض، في أفق جلْبها، وتعميمها على الطلبة الفقراء، المستفيدين من مِنحة التعليم العالي، والذين ستُعطى لهم الأولوية؛ وأضاف الداودي أنّ الدعم الذي ستقدّمه الوزارة للطلبة، للاستفادة من اللوحات الإلكترونية يمكن أن يصل إلى خمسين في المائة، من سعرها الأصليّ.
وفيمَا يتعلق بالمِنح المُقدّمة لطلبة الجامعات، قال الداودي إنّ جميع الطلبة الذين تقدّموا بطلبات الحصول على المنح، المُستحقين لها، خلال هذه السنة، سيستفيدون منها، مؤكّدا أنّ رئيسَ الحكومة عبد الإله بنكيران اتّخذ قرارَ تعميم المنحة على كلّ مستحقّيها، "لأنّ الاستثمار الأكبر للمغرب يكمن في الرقيّ بالتعليم"، على حدّ تعبيره، مضيفا "نحن لا نملك سوى 610 آلاف طالب، بينما في كوريا هناك ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب، وانَا ما كرهتش المغاربة كاملين تكون عندهم الإجازة".
وفي موضوع ذي صِلة، قال الحسن الداودي في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح اللقاء الوطني الثاني حول الصحة المدرسية، الذي نظمته وزارة الصحة، إنّ المغرب سيستقبل عمّا قريب فروعا لأعرق الجامعات العالمية، من أوربا، والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وقال في هذا الصدد إنّ الوزارة تشتغل على مشروع كبير، يرمي إلى تشبيك الجامعات المغربية مع الجامعات الدولية المرموقة؛ وأضاف أنّ الجامعات التي تمّت مفاتحتها في هذا الأمر، بمن فيها الجامعات الأمريكية، مستعدة للدخول إلى المغرب، معتبرا أنّ استقطاب هذه الجامعات المرموقة إلى بلد مثل المغرب "يعتبر معجزة".
وشدّد الداودي على أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، تضع من بين أولوياتها الكبرى، النهوض بالبحث العلميّ في المغرب، قائلا إنّه ولأوّل مرة في تاريخ المغرب، وصلت الميزانية المخصّصة للبحث العلمي إلى خمسة عشر مليون درهم، مضيفا أنّ تقدّم المغرب رهين بمدى دعمه للبحث العلمي، ودعم الثورة البشرية التي يختزنها، من أجل خلق طفرة صناعية وتكنولوجية كبيرة.
على صعيد آخرَ، أعادَ الداودي إلى الواجهة موضوع الدعم المباشر للطبقات الاجتماعية الفقيرة، الذي سبق أن وعد به رئيس الحكومة، إلى الواجهة؛ ففيمَا خفتَ الحديث عن هذا الموضوع، قال الداودي، حينَ حديثه عن ضرورة تعميم المنحة على الطلبة المعوزين، إنّ الأمر يتطلب أيضا دعم آبائهم، ليؤكّد على أنّ الحكومة ستعمد إلى صرف الدعم المباشر للفقراء والأرامل والمعاقين، دون أن يحدّد تاريخا لذلك.

Enregistrer un commentaire

 
Top